اشتقتُ لدنياي

لطالما تمنيتُ أن يخطفني المجهول ثم يبتلعني مرة واحدة

وبعد أن يسأم مني يقذفني بعيداً بعيداً الى حيث انتمي
فاستيقظ في صباح مشرق بهي واشعة الشمس تداعب اجفاني النعسة
فافتح عيناي لاجدني تائهة في صحراء نائية حارة
فادور حافية القدمين باحثة عن سبيل العودة

وحين اصل الديار
تحتضنني حجارة البيوت
وتقبلني نساء الحارات وتغني لي عصافير القرية
كلهم قد اشتاقوا لرؤيتي
للمستي لنظرتي
ولوجودي

لكنني لا زلت هنا اعيش الـ كما يدعونه .. الواقع المرير
ذاك الموقع الاستراتيجي الفاشل الذي نصبته
فما تلك الاشواق التي اشتاق لها الا شوق نفسي لنفسها

فاشواقي ..تعصف بي كدوامة رعدية مرعبة
تهز كياني كلما رجفت
تبحث جاهدة عن وجنتي المحمرة المختبئة خلف اكداس الدموع
لتلقي بكفها عليها فتزيد احمرارها وتبكيني اكثر
علني استيقظ !!

فقد طغى على ذاتي سباتها

وتهافتت الرمال لتخفي معالمي

فيا ليت منبهي يرفع صوته اكثر

ويا ليت وسادتي تفقد نعومتها الطفولية تلكـــ ..

فقد ... اشتقتُ لدنياي !